تعتبر عملية خلع الضرس واحدة من أشهر العمليات وأكثرها إجراءً في مجال طب الأسنان، ويتم اللجوء إليها لأسباب عديدة ومتنوعة، وهذا هو موضوع مقالنا.
ما هي أسباب خلع الضرس
هناك العديد من الأسباب التي من شأنها المساهَمة بدرجة كبيرة في اللجوء إلى خلع ضرس أو سن بشكل عام، وفيما يأتي نذكر أشهر هذه الأسباب وَفقًا لموقع طبيبي.
التهدم
هو أشهر سبب من أسباب اللجوء إلى خلع الأسنان؛ حيث يكون السن قد انكسر أو تسوس ووصل إلى مرحلة متقدمة من التهدم الذي جعل الباقي منه قليلاً.
من الجدير بالذكر أن خلع الضرس المتآكل لا يكون الخيار الأول؛ بل يتم التفكير في الحفاظ على الضرس بأي وسائل مناسِبة، وإذا لم يكن هناك أمل في بقائه، يتم اتخاذ القرار بخلعه.
وتهدم السن غالبًا ما يحدث بسبب تسوس قد استمر لفترة طويلة، ولكن قد يحدث كذلك نتيجةً لحادث أو كدمة.
عدم الثبات
هو الآخر أحد أشهر أسباب خلع الأسنان، حيث يكون هناك لخلخة في السن بدرجة كبيرة لا يمكن السيطرة عليها بأي وسيلة أخرى.
تحدث لخلخة السن أو الضرس لأسباب عديدة، من أشهرها كل مما يأتي:
- مشكلات دواعم السن: وهي المشكلات التي تصيب الأنسجة الداعمة للأسنان، والتي تحافظ على السن مستقرًا في نفس مكانه، وعندما تحدث هذه المشكلات يفقد السن قدرته على الثبات؛ ما يعني لخلخته بسهولة لدرجة عدم القدرة على تثبيته مرة أخرى وهنا يستوجب الخلع.
- مرض السكري: حيث إن مريض السكري إذا لم يهتم بتنظيم غذائه وتناول دوائه بانتظام، من الوارد جدًّا أن تبدأ أسنانه في اللخلخة؛ حيث يساهم هذا الأمر في تآكل العظام التي تحافظ على السن قويًّا في مكانه.
الدواعي التقويمية
هناك بالفعل بعض الحالات التقويمية التي تتطلب خلع بعض الأسنان لتحقيق الهدف المطلوب من تراص الأسنان بصورة جيدة وإطباقها بشكل سليم.
من أشهر الحالات المقصودة هنا كل مما يأتي:
- تزاحم الأسنان: حيث إن حل مشكلة تزاحم الأسنان بطريقة تقويمية قد يحتاج لخلع سن معين؛ حتى يترك الفرصة والمساحة الكافية لإعادة رص الأسنان بشكل طبيعي دون عوائق.
- تداخل سن مع التقويم: فمن الممكن أن يكون الطريق الذي يسلكه سن معين في النمو غير طبيعي؛ ما يتسبب في الضغط على الأسنان بشكل يعكس عمل التقويم؛ ما قد يؤثر على وظيفته بالسلب، وفي مثل هذه الحالات، قد ينصح الطبيب بخلع هذا السن.
- الميول المبالَغ فيه: ففي بعض الحالات قد يكون هناك سن في وضع غير طبيعي، ولكن ميوله مختلف عن الطبيعي بدرجة كبيرة للغاية، في أغلب هذه الحالات يكون التقويم هو الحل الأمثل؛ ولكن ذلك لا ينفي إمكانية وجود حالات تستوجب الخلع قبل التقويم.
أغراض وقائية
فهناك بعض الحالات التي يتطلب فيها الأمر خلع بعض الأسنان لغرض وقائي، مثل المرضى الذين يخضعون للعلاج الكيماوي أو الإشعاعي.
في مثل هذه الحالات، يطلب الأطباءُ خلعَ أي سن قد يتسبب في مشكلة قد تساهم في الإضرار بعظام الفك بعد تعرضها للإشعاع.
نصائح بعد خلع الضرس
في بعض الأحيان، قد يتساءل البعضُ: ماذا يجب ان تفعل بعد خلع الضرس؟ حيث إن الالتئامَ يحدث خلال مدة تختلف من شخص لآخر، ولكن يفضَّل العمل دائمًا على تقليل طول هذه المدة، وهو الأمرُ الذي يمكن إحداثه باتباع الآتي ذكره.
العض على قطنة
هو الأمر الذي يقوم به أي طبيب أسنان؛ حيث يضع فوق مكان الخلع قطنة أو قطعة شاش.
في بعض الأحيان، قد يتساءل المريض: متى اشيل القطنة بعد خلع الضرس؟ فهذه القطنة يجب ألا تُزال من مكان الخلع إلا بعد ساعة أو ساعتين على الأقل، أو كما يرى الطبيب.
عدم المضمضة ولا البصق
قد يؤدي البصق أو المضمضة إلى إعاقة عملية وقف النزف، وذلك إذا تمت خلال أول 24 ساعة على وجه الخصوص؛ لذا يجب أن يكون هناك حرص كاف على عدم البصق ولا المضمضة بعنف خلال هذه المدة قدر الإمكان.
خلال هذه المدة كذلك، يجب الابتعاد بشكل تام عن استخدام الماصَّة في تناول المشروبات؛ فقد تساهم هي الأخرى في إعاقة وقف النزف.
تنظيم الغذاء
هناك العديد من الممارَسات التي يجب الانتباه إليها خلال أول يوم بعد الخلع لعدم التأثير سلبًا على نتيجته.. وهي تتضمن:
- الابتعاد عن أي أكل غير لين.
- الابتعاد كذلك عن أي شيء ساخن من الطعام أو الشراب.
- الاهتمام فقط بالأطعمة غير الصلبة.
- الاهتمام كذلك بأن يكونَ الطعامُ فاترًا أو باردًا قليلاً وغير ساخن.
- التركيز على مضغ الطعام جيدًا على الجانب الآخر وليس جانب الخلع.
رفع الرأس أثناء النوم
من الممارَسات المفيدة كذلك خلال أول يوم بعد الخلع، رفع الرأس بدرجة قليلة عن باقي الجسم خلال فترات النوم.
قد يؤدي الاستلقاءُ في وضع أفقي إلى زيادة النزف من مكان الخلع؛ لذا قد يفيد رفع الرأس قليلاً في تفادي هذا الأمر.
الأدوية
من الضروري لصالح المريض أن يلتزمَ بكل ما يوصَف له من قِبل الطبيب من أدوية، سواء كانت أدوية مسكِّنة أو غير ذلك.
لا تخرج من عند الطبيب إلا بعد أن تعرفَ مواعيد أخذ الأدوية وجرعاتها المضبوطة؛ حيث يؤثر هذا الأمرُ كثيرًا في الشفاء.
الكمادات
من الأشياء المفيدة للغاية أن تقومَ بعمل كمادات الثلج بعد الانتهاء من هذا الإجراء؛ حيث يكون لها فائدة كبيرة في وقف النزف؛ ومن ثم تسريع الشفاء، ولكن يجب الاقتصار في هذه الكمادات على أول 24 ساعة فقط.
من الأشياء المفيدة كذلك عمل كمادات دافئة بعد مرور هذه الساعات؛ حيث إنها تفيد في تسهيل مرور الدم إلى منطقة الخلع؛ ما يعني تقصير مدة الشفاء اللازمة.
تنظيف الفم
من الممارَسات المفيدة للغاية؛ حيث يساهم تنظيفُ الفم في وقاية مكان الخلع من العدوى أو الالتهاب، والذي يتضمن تنظيف الأسنان واللثة واللسان.
يجب الحرص هنا على معرفة كافة التفاصيل المطلوبة لتنظيف الفم، وذلك من خلال الطبيب المسؤول عن الحالة.
المضمضة بالماء الدافئ والملح
هي واحدة من أفضل الممارَسات بعد الخلع؛ حيث تفيد في تقليل العدوى والالتهاب والألم، وتسرع عملية الشفاء.
من الضروري الانتباه إلى أن هذه المضمضة لا يتم القيامُ بها إلا بعد تجاوز أول 24 ساعة.
الراحة
من الأشياء المفيدة أيضًا الحرص على أخذ القدر الكافي من الراحة بعد الخلع، وذلك خلال أول 24 ساعة على وجه التحديد.
تفيد الراحة في إتاحة الفرصة أمام خلايا الجسم وأنسجته كي تستجيب لحالة الخلع بالشفاء الكامل بصورة طبيعية دون تأخر.
خلع الضرس في البيت
في جميع الأحوال، يفضَّل الابتعاد تمامًا عن فكرة خلع أي سن في المنزل؛ فمثل هذه الحالات قد تكون سببًا في حدوث مشكلات أخرى بالجسم بصورة عامة.
بالنسبة للكبار، فمن الصعب للغاية التفكيرُ في الخلع بالمنزل؛ حيث إن المكان غير مهيأ لذلك، ولا يتم الخلع بأدوات معقمة.
كما أن المريض لا يكون على دراية كاملة بشكل جذور الأسنان كي يعرف كيف يتعامل معها أثناء الخلع؛ فإذا انكسر أحد الجذور، سيكون من الصعب عليه إخراجه.
بالنسبة للأطفال، قد يكون الأمرُ جائزًا بعض الشيء في حالات قليلة للغاية، وذلك في حال إذا كان السن متحركًا بشكل كبير لدرجة سهولة وقوعه.
يجب الانتباه هنا أيضًا إلى أنه من الأفضل دائمًا في مثل هذه الحالات أن يُتركَ السن حتى يقع من تلقاء نفسه.
إلى هنا نكون قد انتهينا من حديثنا عن عملية خلع الضرس التي هي إحدى أكثر العمليات إجراءً في مجال طب الأسنان؛ حيث ذكرنا أسباب الخلع، وما يتم بعده، وإمكانية تنفيذه بالمنزل.
المصادر:
NCBI (Postoperative Swelling Inhibition)
